الأحد، 12 يناير 2014

أول احتفال بالإستقلال بسنجه


أول احتفال بالإستقلال بسنجه

وقف الفتى ابن الثانية عشر ربيعا وهو يرتدي زي مدرسة سنجه الأولية التى كان تلميذا فيها ومستر بيلكي مفتش مركز شمال الفونج يتبختر بحصانه في وسط السوق قبالة دكان حسين الجاك النصري وخواجة بستلاديس وفرن شيخ الدين لتأخذه الحماسة ويهتف بعلو صوته فليسقط الاستعمار عاش السودان حراً مستقلاً ليخرج بعض الناس اليه ليسكتوه ليس خوفا من المفتش مستر بليكي وحرسه وتابعيه ولكن خوفا علي الصبي اليافع مصطفي حسن عبد الرحيم ولكن مفتش المركز صاح فيهم بعربية مكسرة قائلا( كلوه كلب إنبح جمل يمشي ) يقصد خلوه فالكلاب تبح والقافلة تسير .

هذا الفتى لم ينسي هذه الحادثة اذا وجد نفسه في خضم مشاعر جياشة وسنجه تجتمع علي بكرة أبيها في رئاسة مركز شمال الفونج وفي اعلي السرايا ينتظر علما الحكم الثنائي لحظات ويتم انزالهم من علي السارية . القيادات الوطنية من الحزبين الاتحادي وحزب الامة حاضرين الاعيان والمشائخ وطلاب المدارس والخلاولي شباب الانصار بملابسهم المميزة وطابورهم واهازيجهم واناشيد الجهادية والانصارية وشباب الختمية بقيادة مكي فزع ملابسهم البيضاء وايقاعاتهم واهازيجهم وانشايد الطريقة الختمية زغاريد النساء ونشيد الي العلا يردده طلبة المدرسة الأولية والمدرسة الوسطي

كان الساده جيلاني قوته وكرار حسب الله ومحمد مصطفي قرجه وشيوخ كنانة والتعايشة وكبار هيئة الانصار بهتافتهم الداوية عاش السودان حرا مستقلا والاتحادين هتافاتهم تعلو بالاتحاد والاستقلال وعلي رأسهم الطيب العوض وميرغنى شعبان علي محمد امام سعد العمدة الحويرص وهنالك طائفة الختمية وعلي رأسها خليفة الشايقي والخليفة ابراهيم محمد علي وابناء القدال والشوية والفزعاب والخليفة المكي وابناء الخليفة محمد وكان علي رأس كل هذاالمك حسن عدلان وشيخ الفضلي والعمدة عدلان وجمع من العمد والمشايخ للقري حول سنجه .

الكل يترقب الحدث الكبير لحظات ويعتلي السارية مفتش المركز الجديد ويجذب سارية العلمين وتسليمهم لمستر بليكي طاويا صفحة الحكم الثنائي واعلان رفع علم السودان معلنا بأن مركز ريفي شمال الفونج مركز حر مستقلا وهوجزء من جمهورية السودان المستقلة .

اختلطت المشاعر ورفع الصبي الصغير الذي كان يهتف قبل ايام بسقوط الاستعمارعقيرته بالبكاء فرحاً بأن ندائه قد تحقق وحلمه صار واقعا ووسط شلالات الفرح اقبل المواطنين في سنجه علي بعضهم يتحاضنون وكل يبارك لاخيه بهذا اليوم المجديد . فقد كانت سنجه وقتها شعلة من النضال ضد المستعمر الذي قاده ابناء سنجه الأولية الذين رضعوا مع التعليم مرارة كره الاستعمار وهم يرونه في 1914م يبطش بالناس ابان ثورة عبد الله ود الحسن وفي 1919م ابان ثورة السيد محمد نشار الحديد واطلق ابن ام المدارس احمد خير فكرة مؤتمر الخريجين وكانت كتابات اغبش وعثمان الحويرص في الصحف ترفع فيهم الحس الوطنى وكانت المنشورات تصل عبر خط السكة حديد الي السوكي ويحضرها عثمان قوته الي سنجه وكانت جمعية الصفا الادبية بقياة حسن نجيلة والسلمابي وعبد الله رجب وحسن الجاك النصري وقرجه وغيرهم تقوم بواجبها نحو توعية الشعب .

هكذا احتفلت سنجه بيوم الاستقلال في اليوم السادس من يناير 1956م بعد ان ايدت الدول الخارجية ودعمت استقلال السودان بسرايا رئاسة مركز ريفي شمال الفونج الذي تهدم الان وهو غرب المدرسة الغربية مكان وزارة المالية الآن وبعد ان عاد وفد سنجه الذي سافر لحضور رفع علم السودان وانزال علمي الحكم الثنائي بسرايا القصر الجمهوري بالخرطوم


1 التعليقات:

  1. سلمت يمينك اخي طارق والتحية لكل الابطال السودانين وخاصة ابطال سجة الاشاوس وعاش السودان حرا مستقلا

    ردحذف